رصد الأخبار والمعلومات وتحليلها أدوات فعالة وتحديات أخلاقية لفهم الرأي العام

{title}
أخبار الأردن -

 

ممدوح سليمان العامري *

تهدف عملية رصد الأخبار وتحليل المشاعر إلى استيعاب وفهم توجهات الناس وآرائهم حول موضوعات معينة من خلال تتبع ما يتم تداوله في وسائل الإعلام من صحف واذاعة وتلفزيون ووسائل تواصل اجتماعي، وهي أيضًا عملية حيوية لفهم الرأي العام وتقييم تأثير الحملات الإعلامية وتوجيه الاستراتيجيات التسويقية أو الاتصالية من جوانب متعددة:
أولًا رصد الأخبار والتعليقات:

تتطلب هذه المرحلة استخدام أدوات متخصصة في تتبع الأخبار والتعليقات عبر مختلف المنصات مثل تويتر، فيسبوك، إنستغرام، وغيرها. الأدوات مثل Brandwatch، Hootsuite، وGoogle Alerts تمكن هذه الأدوات المؤسسات من متابعة الكلمات الرئيسية والمواضيع ذات الصلة بشكل آني.

يشمل رصد الأخبار متابعة الوسائط الإعلامية التقليدية والجديدة، بينما تغطي التعليقات ردود أفعال المستخدمين التي تقدم رؤى عامة حول آرائهم وتجاربهم، وتتضمن هذه المرحلة أيضًا عملية فلترة للبيانات غير الهامة أو المكررة لضمان جودة وموثوقية المعلومات.

ثانيًا تحليل المشاعر:

وهو محاولة لفهم النغمة العاطفية وراء النصوص، سواء كانت إيجابية، سلبية، أو محايدة، هذا التحليل يتم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP).
ويساعد تحليل المشاعر في تحديد الاتجاهات العامة للرأي العام حول موضوع معين، سواء كانت تدعم أم تنتقد قضية معينة، الأمر الذي يساعد المؤسسات على اتخاذ قرارات مستنيرة.
ومحاولة تحليل المشاعر لا تعتبر دقيقة دائما بسبب تعقيدات اللغة، حيث يمكن أن تحتوي التعليقات على السخرية، التهكم، أو تلميحات يصعب على الخوارزميات فهمها، لذا، غالبًا ما يحتاج التحليل الآلي إلى دعم العنصر البشري من الخبراء لتحليل النتائج.

ثالثًا الاستخدامات العملية:

يمكن أن يُستخدم تحليل المشاعر لتقييم فعالية الحملات التسويقية أو الإعلامية من خلال فهم كيف يتفاعل الجمهور معها، ويساعد هذا في التنبؤ بالأزمات أو التعامل معها من خلال مراقبة التعليقات السلبية وتقييم مدى انتشارها وتأثيرها.

ومن خلال متابعة التعليقات والمشاعر، يمكن للمؤسسات والشركات تحسين منتجاتها أو خدماتها بناءً على ردود أفعال العملاء.

رابعًا الاعتبارات الأخلاقية:

على المؤسسات أن تكون حذرة في كيفية استخدام بيانات وسائل التواصل الاجتماعي، مع مراعاة الخصوصية واحترام حقوق المستخدمين، ويجب أن تكون الأدوات المستخدمة محايدة بقدر الإمكان لتجنب التحيز في تحليل المشاعر، مما قد يؤدي إلى نتائج مضللة.

خامسًا الاستنتاجات:

مرحلة رصد الأخبار والتعليقات وتحليل المشاعر تعد أداة قوية لفهم الرأي العام وإدارة الاتصالات، ويمكن استخدامها بفعالية لتحسين الاستراتيجيات وتوجيه القرارات بناءً على تفاعلات الجمهور الحقيقية، ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بحذر وباستخدام أدوات تحليل متقدمة لتجنب الأخطاء المحتملة.
 

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير